يمكن اعتبار موقف إسبانيا المشرف من القضية الفلسطينية و اعترافها بالدولة الفلسطينية و انتقاداتها اللاذعة لجريمة الابادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني هو السبب الاول الذي دفع الجزائر الى فتح صفحة جديدة مع اسبانيا بعد حوالي سنتين من الجفاء بسبب خروج إسبانيا عن حيادها التقليدي اتجاه قضية الصحراء الغربية و اعتناقها العقيدة المغربية المبنية على الاحتلال و الرافضة لقرارات و لوائح الامم المتحدة التي تنص على تنظيم استفتاء تقرير المصير.
اما السبب الثاني فقد يكون استراتيجي و يتعلق بسعي الجزائر ربح حلفاء لها داخل الاتحاد الاوروبي من اجل صد النفوذ الفرنسي، الجزائر الان بصدد اعادة صياغة اتفاق الشراكة و وجود دول مثل ايطاليا و البرتغال و اسبانيا و المانيا و سلوفينيا و غيرها من الدول الاوروبية التي لا تعادي الجزائر امر غاية في الاهمية.
و اما السبب الثالث فيمكن ان يكون قبول اسبانيا في اكثر من مناسبة التعاون الامني و القضائي مع السلطات الجزائرية بتسليم بعض المطلوبين (الضابط الجزائري السابق محمد بن حليمة) لدى العدالة الجزائرية، و قد تم التسليم رغم الأزمة مما اعطى انطباعاً بان إسبانيا تبحث عن فرصة للتطبيع مع الجزائر بالنظر الى حاجتها الى علاقات وثيقة مع اكبر بلد في افريقيا. ان تسليم اسبانيا المطلوبين لدى العدالة الجزائرية بخلاف فرنسا التي ترفض ذلك بقوة (الوزير السابق عبد السلام بوشوارب المحكوم عليه في الجزائر في قضايا فساد لم تسلمه فرنسا رغم خمس طلبات تسليم جزائرية) بل تشجع على التحامل على الجزائر بنشر المعلومات الكاذبة و المضللة ضد الجزائر يؤكد طبيعة الدولة الفرنسية المتعجرفة و المتكبرة. يذكرنا هذا بالتعجرف و التكبر الذي تعرض له المهاجرين الاسبان و البرتغاليين و الإيطاليين في فرنسا في زمن قوتها. ان هذا الزمن قد ولى و قد سجلت اسبانيا في 2024 احسن نمو اقتصادي في دول الاتحاد الاوروبي، هذا يعني ان للجزائر مصلحة كبيرة في بناء علاقات جيدة مع دول أوروبية لا تهضم فرنسا لاسباب موضوعية و تاريخية.
و قد يكون السبب الرابع لعودة الدفء الى العلاقات الثنائية بين الجزائر و اسبانيا هو وجود مصالح اقتصادية مشتركة قوية بين البلدين خاصة في مجال الطاقة و الطاقات المتجددة. و قد شكلت الأزمة بين البلدين صدمة لدى إسبانيا لانها فقدت مكانتها كزبون رقم واحد لدى الجزائر في مجال الغاز (و ما ادراك ما الغاز في زمن الحرب الروسية الاوكرانية و توقف تدفقات الغاز الروسي نحو اوروبا التي اضطرت دولها اضطرارا الى شراء الغاز الامريكي بسعر يفوق اربعة مرات سعر السوق) و أعطت هذه الازمة بين الجزائر و اسبانيا فرصة ذهبية لايطاليا لتصبح الزبون الاول للغاز الجزائري على حساب اسبانيا، و دائما بخصوص الغاز تأكدت اسبانيا بان الجزائر بلد يحترم المواثيق لانه رغم الأزمة لم يغلق حنفية الغاز عليها لانها تؤمن بان "العقد شريعة المتعاقدين".
احمد العلوي
يمكن اعتبار موقف إسبانيا المشرف من القضية الفلسطينية و اعترافها بالدولة الفلسطينية و انتقاداتها اللاذعة لجريمة الابادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني هو السبب الاول الذي دفع الجزائر الى فتح صفحة جديدة مع اسبانيا بعد حوالي سنتين من الجفاء بسبب خروج إسبانيا عن حيادها التقليدي اتجاه قضية الصحراء الغربية و اعتناقها العقيدة المغربية المبنية على الاحتلال و الرافضة لقرارات و لوائح الامم المتحدة التي تنص على تنظيم استفتاء تقرير المصير.
اما السبب الثاني فقد يكون استراتيجي و يتعلق بسعي الجزائر ربح حلفاء لها داخل الاتحاد الاوروبي من اجل صد النفوذ الفرنسي، الجزائر الان بصدد اعادة صياغة اتفاق الشراكة و وجود دول مثل ايطاليا و البرتغال و اسبانيا و المانيا و سلوفينيا و غيرها من الدول الاوروبية التي لا تعادي الجزائر امر غاية في الاهمية.
و اما السبب الثالث فيمكن ان يكون قبول اسبانيا في اكثر من مناسبة التعاون الامني و القضائي مع السلطات الجزائرية بتسليم بعض المطلوبين (الضابط الجزائري السابق محمد بن حليمة) لدى العدالة الجزائرية، و قد تم التسليم رغم الأزمة مما اعطى انطباعاً بان إسبانيا تبحث عن فرصة للتطبيع مع الجزائر بالنظر الى حاجتها الى علاقات وثيقة مع اكبر بلد في افريقيا. ان تسليم اسبانيا المطلوبين لدى العدالة الجزائرية بخلاف فرنسا التي ترفض ذلك بقوة (الوزير السابق عبد السلام بوشوارب المحكوم عليه في الجزائر في قضايا فساد لم تسلمه فرنسا رغم خمس طلبات تسليم جزائرية) بل تشجع على التحامل على الجزائر بنشر المعلومات الكاذبة و المضللة ضد الجزائر يؤكد طبيعة الدولة الفرنسية المتعجرفة و المتكبرة. يذكرنا هذا بالتعجرف و التكبر الذي تعرض له المهاجرين الاسبان و البرتغاليين و الإيطاليين في فرنسا في زمن قوتها. ان هذا الزمن قد ولى و قد سجلت اسبانيا في 2024 احسن نمو اقتصادي في دول الاتحاد الاوروبي، هذا يعني ان للجزائر مصلحة كبيرة في بناء علاقات جيدة مع دول أوروبية لا تهضم فرنسا لاسباب موضوعية و تاريخية.
و قد يكون السبب الرابع لعودة الدفء الى العلاقات الثنائية بين الجزائر و اسبانيا هو وجود مصالح اقتصادية مشتركة قوية بين البلدين خاصة في مجال الطاقة و الطاقات المتجددة. و قد شكلت الأزمة بين البلدين صدمة لدى إسبانيا لانها فقدت مكانتها كزبون رقم واحد لدى الجزائر في مجال الغاز (و ما ادراك ما الغاز في زمن الحرب الروسية الاوكرانية و توقف تدفقات الغاز الروسي نحو اوروبا التي اضطرت دولها اضطرارا الى شراء الغاز الامريكي بسعر يفوق اربعة مرات سعر السوق) و أعطت هذه الازمة بين الجزائر و اسبانيا فرصة ذهبية لايطاليا لتصبح الزبون الاول للغاز الجزائري على حساب اسبانيا، و دائما بخصوص الغاز تأكدت اسبانيا بان الجزائر بلد يحترم المواثيق لانه رغم الأزمة لم يغلق حنفية الغاز عليها لانها تؤمن بان "العقد شريعة المتعاقدين".
احمد العلوي